الإعجاز التّاريخي في مَفهُوم المسيح في القُرآن العظيم

Share

المؤلف: لؤي فتوحي

المترجم: لؤي فتوحي، فائز فتوحي

الموضوع: مقارنة الأديان

تاريخ النشر: 2018

 

 

يمثل المَسيح الشخصية الرئيسية في النَصرانِيّة حيث تَشَكَّل هذا الدين حول عقيدة أن عيسى هو المَسيح. كما تعطي اليَهودِيّة أيضاً للمسيح مكانة خاصة، بالرغم من إنكارها بأن عيسى هو المَسيح، ولذلك لايزال اليهود ينتظرون مجيء المَسيح. أما القرآن فيؤكّد العقيدة النَصرانِيّة بأن عيسى هو المَسيح ولكن له خلافات جوهرية مع صورته في النَصرانِيّة، كما يخالف بشكل أكبر المفهوم اليهودي عن المَسيح.

سأقوم في هذا الكتاب بمقارنة مفهوم «مسيح» في اليَهودِيّة والنَصرانِيّة والإسلام، مركّزا على القرآن عند دراسة المفهوم الإسلامي. فسأرسم صورة كاملة عن ظهور هذا المفهوم، وما مثلّه في البدء، وكيف تغيّر معناه بمرور الزمن. إن هدفي النهائي هو أن أبيّن بأن المَسيح القرآني هو مسيح التاريخ، وأنّ صور المَسيح في اليَهودِيّة والنَصرانِيّة طُوِّرَت بشكل كبير من قبل أتباع هذين الدينين. ويبيّن البحث عدم دِقّة الكتاب المُقدَّس، بشقّيه العَهْد القديم والعَهْد الجديد، بل وتناقضه، وهذه الأخطاء هي نتيجة طبيعية لكون أسفاره وكُتُبِهِ قد أُلِّفَت وحُرِّرَت من قبل العديد من الأفراد المجهولين على مر قرون من الزمان، فالكتاب المُقدَّس ليس تنزيلاً من الله، وإن كانت بعض أجزاءه مُشتقَّة من وحي إلهي شفوي أو كتابي قبل أن تغيّرها أيدي البشر.

يتكون هذا الكتاب من اثني عشر فصلاً وملحقين. ويناقش الفصل الأول بشكل تفصيلي مفهوم «المَسيح» في العَهْد القديم ومصادر يهودية اخرى، بما في ذلك مخطوطات البحر الميت. ثم يتناول الفصل الثاني هذا المفهوم في كتاب العهد الجديد للنَصرانِيّة. ويكمل الفصل الثالث تقديم «المَسيح» في الأديان الثلاثة التي تذكره وذلك بدراسة هذا المفهوم في القرآن.

يناقش كلٌ فصل من الفصول السبعة التالية أحد عناصر صورة المَسيح في اليَهودِيّة والنَصرانِيّة ويقارنها بالقرآن. حيث يركّز الفصل الرابع على ما إذا صرّح عيسى علانية بأنه المَسيح المُنتَظَر، قبل أن يعالج الفصل الخامس الادِّعاء اليهودي والنصراني بأن المَسيح كان مَلِك اليهود.

لقد قاد عدم تأسيس مسيح النَصارى لمَمْلَكته المُتوقَّعة إلى الاعتقاد بعودته لإنشائها، فمفهوم «عودة» عيسى أو «مجيئه الثاني» هو موضوع الفصل السادس. أما السؤال عما إذا كان عيسى «ابن داود» فيجيب عنه الفصل السابع. ثم يمحّص الفصل الثامن ادِّعاء المصادر اليَهودِيّة والنَصرانِيّة بأن للمسيح دور فريد كمُخَلِّص للناس.

ويقدّم القرآن والأناجيل الأربعة عيسى على أنه رجل معجزات فريد، وهذا هو موضوع الفصل التاسع. وتختلف النَصرانِيّة عن اليَهودِيّة والإسلام في ادِّعاءها بأن مسيحها تعذَّب نيابة عن الناس، وهو اختلاف يناقشه الفصل العاشر.

عَرَضَ كُتّاب الأناجيل نبوءات العَهْد القديم على إنها قد تحقّقت في شخص عيسى، ويقوم الفصل الحادي عشر بتحليل هذا الادِّعاء بشكل نقدي. وأخيرا، يلخّص الفصل الثاني عشر اكتشافات الفصول الأحد عشر السابقة راسماً صورة المَسيح التاريخي.

ويجمع ملحق أ كل الآيات القرآنية التي ترد فيها كلمة «مسيح» كمرجع سريع للقارئ. ونظراً لاحتواء الكتاب على الكثير من المصطلحات التي قد تكون جديدة على القارئ، فقد أضفنا في ملحق ب تعريفاً بكلِّ منها، رغم أن كل مصطلح مشروح في أول موضع وروده في الكتاب.

Share